لماذا الکوارث؟

اشاره

اسم الکتاب: لماذا الکوارث؟

المؤلف: حسینی شیرازی، محمد

تاریخ وفاه المؤلف: 1380 ش

اللغه: عربی

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبی

مکان الطبع: بیروت لبنان

تاریخ الطبع: 1423 ق

الطبعه: اول

بسم الله الرحمن الرحیم

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ

بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ

لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا

لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ

صدق الله العلی العظیم

سوره الروم: الآیه 41

کلمه الناشر

بسم الله الرحمن الرحیم

إن من الحقائق الثابته لخلق الإنسان، هو استخلافه فی الأرض واستعماره فیها وکذلک لعباده الخالق المتعال، وهذان أمران متلازمان ومترابطان لا انفکاک بینهما ولا انفصال، فلا خلافه واستعمار من دون عباده وشکر، ولا عباده وشکر من دون خلافه واستعمار()، وهذا هو نوع تکریم للإنسان ما بعده تکریم، قال تعالی: ?وَإِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلاَئِکَهِ إِنِّی جَاعِلٌ فِی الأرْضِ خَلِیفَهً…?()، وقال سبحانه: ?یَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاکَ خَلِیفَهً فِی الأرْضِ?().

کما إن المتتبع لدعوات الأنبیاء (صلوات الله علیهم أجمعین) من خلال آیات القرآن الحکیم التی تعرضت لسیرتهم الشریفه یلمس هذا المفهوم القرآنی الذی أنشأ تصوراً جدیداً عن الخلق والحیاه کما حقق لها واقعاً اجتماعیاً فریداً، قال تعالی: ?وَإِلَی عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَکُمْ مِنْ إِلَهٍ غَیْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ?()، وقال سبحانه: ?وَإِلَی ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَکُمْ مِنْ إِلَهٍ غَیْرُهُ هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَکُمْ فِیهَا?().

وقال جل جلاله: ?وَإِلَی مَدْیَنَ أَخَاهُمْ شُعَیْباً فَقَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْیَوْمَ الآَخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِی الأرْضِ مُفْسِدِینَ?().

إن هذا التصور وهذا الواقع کان من الصعب تصوره ورسم صوره حقیقیه له من قبل أن ینشأ له القرآن کیانه ویحدد معالمه ویرسم صوره، واقع من النظافه والجمال والعظمه والارتفاع والبساطه والیسر، واقع فیه التوازن والتناسق والتفاعل والإیجابیه بین جمیع عناصره ?هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَکُمْ فِیهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا